عنوان المقال هو عبارة عن جملة شهيرة كانت تظهر في افتتاحية أفلام الأبيض والأسود، حيث يظهر بائع الصحف وهو يحمل الجرائد ويدور بها مردداً «أخبار، أهرام، جمهورية»، حفظنا من خلالها أسماء الصحف المصرية، وربما الشوارع والأحياء، سكنتنا ليالي الحلمية لأوقات وتصورنا الريف والحياة الاجتماعية في حقبة زمنية تلاشت رمزيتها مع «يوتيوب» وانطفأت بزر الإنترنت.
بالمقابل نحتفل الآن بافتتاح دور السينما في السعودية، ونحن نتوارى بخجل عن طرح هذا السؤال هل سنرى الفيلم السعودي الذي ينادي به البائع «عكاظ، الرياض، الجزيرة»، هل ستحضر الصحافة السعودية للمشهد السينمائي، هل سنرى الشوارع الخلفية من حي النظيم، أو نروج لـ«كليجة» القصيم، أو نتباهى بالأزياء الحجازية، والتراث الشرقاوي، هل سنستثمر الطبيعة الجنوبية ومناظرها الخلابة للتصوير، ما الذي سنقدمه للمشاهد السعودي ومن سيقدمه وكيف؟
نتساءل أيضاً من هو الجمهور السعودي الذي سيكترث للفن السابع، هل هو مجموعة من النقاد والمهتمين فقط؟ أم ماذا عن العامة والمراهقين والفتيات وما الذي ينتظرونه للعرض، هل ستتم مراعاة الفروقات الفنية والاهتمامات والذوق العام، أم ستكون صناعة الترفيه أداة إقصائية جديدة وبدلاً من معالجة الفكر بالفكر تصبح ساحة للنزاع بين التيارات الفكرية.
هل ستحضر حياتنا الحقيقية للشاشة بقيمنا أم ستكون مجرد تذمر، كما شاهدنا للأسف بعدد من الأفلام المحلية والتي لم أر بها سوى إسقاطات متتالية على التيارات الدينية، وكأن هذا هو الأمر الوحيد الذي يسعى الفن لمعالجته.
إن ممارسة دور الضحية مضحك ومثير للتعجب، طالما أنك الآن تمتلك الصوت والمساحة تحدث لكن دون ذرف الدموع، قدم ما ينتظره منك الجمهور من نصوص راقية وإنتاج احترافي وعروض اقتصادية واجتماعية مناسبة للطالب والعائلة.
السينما هي الفن السابع وأداة عالمية لصناعة الوعي، تسطيح الوعي فكرة مخيفة جداً، خاصة إن تم تنميط الفتيات ما بين فتاة ارستقراطية متعجرفة أو فتاة تافهة ومادية، والأسوأ محاربة الجمال وتقبيحه وتجميل الشر وتنقيحه!
هل سيكون هناك دور للجامعات السعودية، فمثلاً كليات الإعلام والاتصال هل ستفتتح أقساماً للفن والإخراج السينمائي؟ هل ستكون هناك نقابات للفنانين والنقاد والرقابة؟
السؤال ما قبل الأخير، هل سيتم توطين السينما والفن السعودي بالمجمل خاصة مع ظهور جيل من المبدعين مثل مالك نجر وماجد العيسى ومشعل الجاسر وغيرهم، ناهيك عن الرواية السعودية التي ما زالت معطلة للأسف من قبل المنتجين الذين يعمدون لنصوص تجارية خالية من المعنى.
المشهد إلى الآن ما زال «مبهماً»، وحتى يتضح علينا التمسك بالطاقات والعقول المنتجة ودعمها بعيداً عن المجاملات، ما نريده من صناع السينما المحلية أن تكون ذات رسالة تسامحية وإنسانية تصنع وعياً وطنياً عميقاً وممتداً يجمع الكل بمختلف أحوالهم وتبني صورة ذهنية مبهرة ليست محلية فقط بل عالمية.
أخيراً لو اخترت أن تصنع فيلماً عن السعودية.. ماذا سيكون عنوانه؟
* كاتبة سعودية
بالمقابل نحتفل الآن بافتتاح دور السينما في السعودية، ونحن نتوارى بخجل عن طرح هذا السؤال هل سنرى الفيلم السعودي الذي ينادي به البائع «عكاظ، الرياض، الجزيرة»، هل ستحضر الصحافة السعودية للمشهد السينمائي، هل سنرى الشوارع الخلفية من حي النظيم، أو نروج لـ«كليجة» القصيم، أو نتباهى بالأزياء الحجازية، والتراث الشرقاوي، هل سنستثمر الطبيعة الجنوبية ومناظرها الخلابة للتصوير، ما الذي سنقدمه للمشاهد السعودي ومن سيقدمه وكيف؟
نتساءل أيضاً من هو الجمهور السعودي الذي سيكترث للفن السابع، هل هو مجموعة من النقاد والمهتمين فقط؟ أم ماذا عن العامة والمراهقين والفتيات وما الذي ينتظرونه للعرض، هل ستتم مراعاة الفروقات الفنية والاهتمامات والذوق العام، أم ستكون صناعة الترفيه أداة إقصائية جديدة وبدلاً من معالجة الفكر بالفكر تصبح ساحة للنزاع بين التيارات الفكرية.
هل ستحضر حياتنا الحقيقية للشاشة بقيمنا أم ستكون مجرد تذمر، كما شاهدنا للأسف بعدد من الأفلام المحلية والتي لم أر بها سوى إسقاطات متتالية على التيارات الدينية، وكأن هذا هو الأمر الوحيد الذي يسعى الفن لمعالجته.
إن ممارسة دور الضحية مضحك ومثير للتعجب، طالما أنك الآن تمتلك الصوت والمساحة تحدث لكن دون ذرف الدموع، قدم ما ينتظره منك الجمهور من نصوص راقية وإنتاج احترافي وعروض اقتصادية واجتماعية مناسبة للطالب والعائلة.
السينما هي الفن السابع وأداة عالمية لصناعة الوعي، تسطيح الوعي فكرة مخيفة جداً، خاصة إن تم تنميط الفتيات ما بين فتاة ارستقراطية متعجرفة أو فتاة تافهة ومادية، والأسوأ محاربة الجمال وتقبيحه وتجميل الشر وتنقيحه!
هل سيكون هناك دور للجامعات السعودية، فمثلاً كليات الإعلام والاتصال هل ستفتتح أقساماً للفن والإخراج السينمائي؟ هل ستكون هناك نقابات للفنانين والنقاد والرقابة؟
السؤال ما قبل الأخير، هل سيتم توطين السينما والفن السعودي بالمجمل خاصة مع ظهور جيل من المبدعين مثل مالك نجر وماجد العيسى ومشعل الجاسر وغيرهم، ناهيك عن الرواية السعودية التي ما زالت معطلة للأسف من قبل المنتجين الذين يعمدون لنصوص تجارية خالية من المعنى.
المشهد إلى الآن ما زال «مبهماً»، وحتى يتضح علينا التمسك بالطاقات والعقول المنتجة ودعمها بعيداً عن المجاملات، ما نريده من صناع السينما المحلية أن تكون ذات رسالة تسامحية وإنسانية تصنع وعياً وطنياً عميقاً وممتداً يجمع الكل بمختلف أحوالهم وتبني صورة ذهنية مبهرة ليست محلية فقط بل عالمية.
أخيراً لو اخترت أن تصنع فيلماً عن السعودية.. ماذا سيكون عنوانه؟
* كاتبة سعودية